اجتماعي

على ضفة من ضفاف الفرات تتربع مدينة اسمها الميادين، طمس سورها القديم وغابت ملامح الحياة فيها مساحاتها الخضراء وبساتينها وبيوتها المطلة على النهر، الذي أصبح أهلها يزورونه بعيون حزينة. ضيف هذه الحلقة من ذاكرة سورية، الأمين ضويحي، يروي لنا جانبًا من حياة الميادين أيام زمان.  

قيل لأحد الشعراء لماذا يلفظ اسم حمص بالضم وليس بالكسر، قال لأن حمص جميلة حسناء، وكل حسناء تُضم. ضيفتنا السيدة ندى حوى من سكان الحميدية بحمص، الحي الأقدم والأشهر بموقعه ومكانته وأبنائه.. تحكي لنا عن مدينتها..

كانت حضنًا للتاريخ وظلالًا للإنسان ومقامًا للماء، الغوطة طوق حنون لدمشق وساكنيها، وطرق مفتوحة لزوارها، الغوطة مساحات لألوان كل الفصول.. صمتها طويل، وصبرها غريب، حريصة على أن تبقى خضراء، وشجر الحور فيها منارات تهديك إلى دروبها ودورها وثمارها.. الغوطة واحات تنبت فيها الجذور، وتتساقط على حروفها الأوراق، إنها الأم الحنون.. محمد غياث الطويل، سفير للصناعات الخشبية الدمشقية، ضيفنا في هذه الحلقة من “ذاكرة سورية”  

في دمشق وبين سهلي برزة والقابون شرقًا، ومنطقة أبي جرش غربًا، وجبل قاسيون شمالًا، ونهر يزيد وبساتينه، تربع الأكراد ليشكلوا حيًا لهم في العاصمة السورية. شيرين الملا، فنانة تشكيلية تتميز بنشاطها الفني والاجتماعي وانتمائها للحياة. من ذاكرتها نحاول أن ننهل بعضًا من تفاصيل نشأتها في حي ركن الدين الدمشقي.  

إدلب.. أم التين والزيتون، ومتحف سوريا الكبير، تاريخها القديم والحديث يثبت مدى معرفة وصلابة أبنائها في حراستهم للأرض. الصحفي أحمد النجار ضيفنا في هذه الحلقة، قضى حياته المهنية ما بين الخبر والمعلومة وكتابة التحقيقات، ولم يكن يومًا بعيدًا عن محافظته إدلب، إنه ابن كفر رومة.. ابن جبل الزاوية.

عند حضورك في عرس حلبي، كأنك في مهرجان للغناء والرقص والأهازيج، ومعرض للطعام والمشاريب والتسالي، استقبال الضيوف يستمر حتى الصباح خاصة في فصل الصيف. ضيفنا واحد من المهتمين بتراث حلب، عاشق للفنون الشعبية الحلبية، عاصر الكثير من المؤسسين لفن الغناء والرقص الشعبي بكل أشكاله وأنواعه، رحلاته وأسفاره لدول عديدة، ومشاركاته بالمهرجانات العربية والدولية، جعلته أكثر انتماءً لفنون حلب وتراثها. اقتصر اهتمامه على تأسيس وتشكيل ومشاركة فرق فنية شعبية مستخدمًا الإيقاع بتحريك الدبكات التي ترافق المطرب.. له حضور لافت النظر، وعلاقته بالجمهور تتميز باللباقة واللياقة. ضيفنا اليوم الفنان علاء زينو..

عندما يأتي ذكر مدينة حماة وريفها، نذهب بمخيلتنا إلى إنتاجها الغذائي، من سمن وحليب ومشتقاته، ومن لحوم ومأكولات متنوعة، بالإضافة إلى الحلويات متعددة الأصناف والأشكال. في المرتبة الثانية تأتي النواعير وأسماؤها ومواقعها على ضفاف نهر العاصي، إلى جانب بساتينها وأشجارها المثمرة وعلى رأسها المشمش والفستق الحموي، الذي عرف بالفستق الحلبي بسبب تسويقه وبيعه في مدينة حلب. حول مدينة حماة نستضيف في هذه الحلقة سعد الدين حمشو..  

حي المهاجرين بدمشق، أحد الكتل المطلة على كامل مساحة دمشق وغوطتها. جبل قاسيون جعل من الحي منارة يراها الدمشقيون ومَن حولهم ومن يزورهم. لا يغيب قاسيون عن العين كل صباح، بعدها تبدأ الحركة ويغوص الناس في دوامة العمل. ليلًا يعود أهل حي المهاجرين ليخففوا من سواد ليل الشام ومن تعب أهلها، وليُذكروا أن قاسيون حارس مضيء وشاهد على كل عصور المدينة. ضيفتنا في هذه الحلقة السيدة نيبال ببيلي، من سكان حي القيميرية ومن سكان حي المهاجرين الأوائل. تمتاز نيبال بذاكرة بيضاء تحمل فيها محبة الناس وثقافة المجتمع المتماسك، القائم على الأخلاق وحسن التربية.  

كيف يمكن للإنسان أن يعيش دون ذاكرة.. كيف يمكن للواحد منا أن يدرك ما يجري، ويسترجع صور الماضي إلى الحاضر،كيف للإبداع الإنساني أن يظهر ويكشف ما في العمق من مخزون. المهندس الحلبي عمار آغا القلعة، يعود بنا إلى سنين حملت بين ثناياها تساؤلات، تعبر عن مقارنات جسدها بلوحات توثق حالة الفنان ومشاهداته، لحقبة عاشها حتى أصبحت حلب جزءًا منه..