حي المزة الدمشقي حكاية لا تنتهي.
من أين نبدأ؟ بساتينه، هواؤه، ماؤه، مرتفعاته وخضرته، حتى صخوره تجد فيها الحياة.
حي المزة تاج دمشق وروحها، هكذا كان وما زال، رغم ما مر عليه من حقب وممارسات لا تليق به.
حي القابون ينبسط على كتف دمشق ببساتينه المليئة بالخضراوات والفواكه، يتمتع أهله باكتفاء ذاتي كبقية المناطق التي تجاوره.
ضيفُنا، غازي النابلسي، أخذنا بذاكرته إلى ما تنتجه حقول القابون، وما يصنعه أهل الحي من خيراتها.
من حي الميدان العريق في مدينة دمشق تذكرنا ضيفتنا، ناظك حافظ، بسنوات وأيام لا تنسى.
تذهب بنا أم وسيم، وهي تتحدث عن حارتِها وما حولها، إلى عالمِ الإنسان والروح، إلى واحات ملؤها المودة وصلة الرحم، وهل هناك أعظم وأجمل من محبة الناسِ لبعضهم.
كانت البيوت عامرة، والفرح يغمر جدران الحيّ والابتسامة لا تفارق شفاه الناس، هذه دمشق.
على بعد سبعة كيلومترات من مركز مدينة دمشق، مساحة يملؤها أناس استطاعوا تحويل المكان إلى مركز إنتاج ملفت للنظر، وإلى مدينة مزدحمة لا تهدأ.
حركة العمل والإنتاج فيها مدهشة، فالصناعة والزراعة والبناء وجودة ما ينتجونه معروفة بالاتقان، رغم الأزمة الاقتصادية التي مرت على سوريا في الثمانينات.
نحن الآن في حرستا، ومحدثنا محمد خير صوفان، أحد أبناء المدينة.
مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية عرفت في سوريا والوطن العربي، ووصل اسمها إلى كل العالم.
أبناؤها سجلوا العديد الإنجازات الزراعية والرياضية والثقافية، المدينة قدمت مبادرات سبقت الكثير من المدن السورية.
موفق النعال واكب الحياة في دوما، وانطبعت بذاكرته كل زاوية عاش فيها..
يتميز حي الميدان بدمشق بحركته المستمرة التي لا تنقطع.
نهار الحي وليله يشهدان على تجارته وصناعته ونشاطه الاجتماعي والثقافي، والميدان بمساحته ومداخله يرتبط بجيرانه من الأحياء الدمشقية، وأبوابه مفتوحة لكل أبناء العاصمة.
محمد فتال يحدثنا عن الحي العريق، ويعيده إلى ذاكرتنا..
الكثير من السوريين تعرفوا على حي جوبر الدمشقي من خلال سوقه التجاري الشهير، بالإضافة إلى جمال طبيعته.
الجوابرة والدمشقيون يتساءلون: هل يتبع الحي لريف دمشق أم يدخل في تنظيم المدينة.
ما تاريخ الحي، بماذا يشتهر أهله، ما عاداتهم وما طبيعة حياتهم؟
ضيفنا اليوم أبو عدنان، سمير الحلبي، من أبناء جوبر، عن أصل حيه وفصله.. يحدثنا..
ذاكرة الناس تبث لنا تفاصيل في غاية الأهمية تجعلنا قريبين من الزمان والمكان والحدث، فكيف إذا التقينا مع من عمل بالصحافة أربعين عامًا، يتجول بين الناس والمؤسسات ليرصد حالة المجتمع، ويدون جميع المحطات التي مر بها ووقف عندها.
هند بوظو، واحدة من مجموعة صحفيات عملن في الصحافة المقروءة بدمشق، وغطت الشؤون الخدمية والنشاطات الثقافية والفنية في سوريا.
ضيفتنا بدأت الحديث عن مدينتها وناسها قبل الدخول في عالم الصحافة والأدب.. الشام أولًا..