دير الزور

بعد التأميم الزراعي في سوريا بدأ الفلاح ينهض ليزرع الأرض ويحصد المحصول. لكن إدارة تلك القوانين لم تكن موفقة، وبدأت النتائج تؤثر على نوعية المحصول، ما انعكس على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية. جاء بعدها قانون الإصلاحِ الزراعي وإحداث الجمعيات الفلاحية، لتشرف على توزيعِ البذورِ والسماد والآليات الزراعية ووسائلِ السقاية. في محافظة دير الزور يبقى الأمر مختلفًا عن بقية المحافظات، وذلك لتوفرِ مياه نهرِ الفرات، والمساحات الواسعة على ضفتيه.

على طول نهر الفرات، بدءًا من جرابلس التي تقع على الحدود السورية- التركية وانتهاءً بمدينة البوكمال التي تقع على الحدود السورية- العراقية، هناك حكاية لا تنتهي، وتاريخ قديم عُرف بالممالك والمرافئ والسهول الزراعية على ضفتيه.

عودة إلى ديرِ الزورِ، وسط المدينة هناك مكان اسمه "نزلة الرديسات"، أهالي هذا المكان يتمتعون بصفات مميزة، ولهم شهرة بين سكان المدينة. إنهم خفيفو الظلّ عفويون في تصرفاتهم وأحاديثهم، أبوابهم مفتوحة، فهم لا يعرفون الانطواء والتكتم. يحبون العمل والفرح، كما أنهم يقدرون معنى التكاتف فيما بينهم.

مررنا أكثر من مرة على محافظة دير الزور.. تعرفنا إلى جوانب من شخصية مجتمع سكن على ضفاف الفرات، وتمتع بالهواء والماء. أحياء مدينة دير الزور كثيرة رغم المساحة المحدودة، ومعظم هذه الأحياء ارتبطت بأسماء عائلاتها.. ضيفنا ياسر الحسن يحدثنا المزيد عن محافظته..

لعل أسماء دير الزور وألقابها التي تعددت عبر التاريخ تعبر عن شكل المحافظة الشرقية، وتعكس عراقة أهلها وتنوع ثقافات المجتمع الديري واهتماماته. هذا ما يحدثنا عنه ضيفنا، الباحث الشاب عبد العزيز الأحمد.

على ضفة من ضفاف الفرات تتربع مدينة اسمها الميادين، طمس سورها القديم وغابت ملامح الحياة فيها مساحاتها الخضراء وبساتينها وبيوتها المطلة على النهر، الذي أصبح أهلها يزورونه بعيون حزينة. ضيف هذه الحلقة من ذاكرة سورية، الأمين ضويحي، يروي لنا جانبًا من حياة الميادين أيام زمان.  

مدينة دير الزور تميزت بهوية خاصة.. لهجتها وطبيعة أهلها، معالم البناء فيها، بساتينها وبيوتها المتمسكة بحضن فراتها.. أما مقاهيها فهي الملتقى السياسي والثقافي والفني. ضيفنا في هذه الحلقة عبد الستار العاني، فنان تشكيلي من أبناء دير الزور.