الذاكرة السورية

من المقرن الشرقي، من دوما السويداء إلى شهبا مملكة الحب، إلى كل حجرٍ فيها، لكل زاوية منها، تركض ذاكرتنا التي ما زالت متقدة ولم ترتجف يومًا أمام حالات الفقرِ والاضطهاد. السيدة وجدان ناصيف، بنت محافظة السويداء، ولدت وماتت وعاشت.

من حي الميدان العريق في مدينة دمشق تذكرنا ضيفتنا، ناظك حافظ، بسنوات وأيام لا تنسى. تذهب بنا أم وسيم، وهي تتحدث عن حارتِها وما حولها، إلى عالمِ الإنسان والروح، إلى واحات ملؤها المودة وصلة الرحم، وهل هناك أعظم وأجمل من محبة الناسِ لبعضهم. كانت البيوت عامرة، والفرح يغمر جدران الحيّ والابتسامة لا تفارق شفاه الناس، هذه دمشق.

قدمت إدلب الكثير من الأعلام والشخصيات في مجالات السياسة والثقافة والفنون المختلفة. من بينهم أشخاص موهوبون لهم أسلوبهم وطقوسهم الخاصة في التواصل والتأثير بالمجتمع. ضيفنا مصطفى شحود، كاتب وممثل مسرحي، يشير إلى بعض الشخصيات اللافتة، التي تتمتع بمزايا وصفات فريدة.

للعائلات في مدينة حلب، خاصة أصحاب الدخل المحدود، طرقها وأساليبها في تدبيرِ أمورِها. ورغم قلة الدخل، فإنك تجد العائلات الحلبية تهتم بالمناسبات والواجبات الاجتماعية والعائلية، بالإضافة إلى السهرات التي يملؤها جو الضحك والعزف والغناء وقول الشعر.

عودة إلى ديرِ الزورِ، وسط المدينة هناك مكان اسمه "نزلة الرديسات"، أهالي هذا المكان يتمتعون بصفات مميزة، ولهم شهرة بين سكان المدينة. إنهم خفيفو الظلّ عفويون في تصرفاتهم وأحاديثهم، أبوابهم مفتوحة، فهم لا يعرفون الانطواء والتكتم. يحبون العمل والفرح، كما أنهم يقدرون معنى التكاتف فيما بينهم.

محافظة السويداء لها نكهتها الخاصة، بجمالها وعادات أهلها، ناهيك عن تاريخها الوطنيّ المشرف، عندما وقفت أمام المستعمر وأسست قاعدة وطنية حتى يومِنا هذا. تميز أبناء السويداء بتراثهم الفني والأدبي وقوة ترابطهم الاجتماعي.