التاريخ الشفوي

عندما يأتي ذكر مدينة حماة وريفها، نذهب بمخيلتنا إلى إنتاجها الغذائي، من سمن وحليب ومشتقاته، ومن لحوم ومأكولات متنوعة، بالإضافة إلى الحلويات متعددة الأصناف والأشكال. في المرتبة الثانية تأتي النواعير وأسماؤها ومواقعها على ضفاف نهر العاصي، إلى جانب بساتينها وأشجارها المثمرة وعلى رأسها المشمش والفستق الحموي، الذي عرف بالفستق الحلبي بسبب تسويقه وبيعه في مدينة حلب. حول مدينة حماة نستضيف في هذه الحلقة سعد الدين حمشو..  

حي المهاجرين بدمشق، أحد الكتل المطلة على كامل مساحة دمشق وغوطتها. جبل قاسيون جعل من الحي منارة يراها الدمشقيون ومَن حولهم ومن يزورهم. لا يغيب قاسيون عن العين كل صباح، بعدها تبدأ الحركة ويغوص الناس في دوامة العمل. ليلًا يعود أهل حي المهاجرين ليخففوا من سواد ليل الشام ومن تعب أهلها، وليُذكروا أن قاسيون حارس مضيء وشاهد على كل عصور المدينة. ضيفتنا في هذه الحلقة السيدة نيبال ببيلي، من سكان حي القيميرية ومن سكان حي المهاجرين الأوائل. تمتاز نيبال بذاكرة بيضاء تحمل فيها محبة الناس وثقافة المجتمع المتماسك، القائم على الأخلاق وحسن التربية.  

كيف يمكن للإنسان أن يعيش دون ذاكرة.. كيف يمكن للواحد منا أن يدرك ما يجري، ويسترجع صور الماضي إلى الحاضر،كيف للإبداع الإنساني أن يظهر ويكشف ما في العمق من مخزون. المهندس الحلبي عمار آغا القلعة، يعود بنا إلى سنين حملت بين ثناياها تساؤلات، تعبر عن مقارنات جسدها بلوحات توثق حالة الفنان ومشاهداته، لحقبة عاشها حتى أصبحت حلب جزءًا منه..  

ذاكرة ضيوفنا وما تحفظه، هي الجعبة التي نغرف منها ما غاب عنا من أحداث. ضيفنا منير كمون مواطن من داريا بدمشق، لم يتوان يومًا عن خدمة أسرته ومجتمعه على مدار ستين عامًا.. ينقل لنا اليوم مشاهد متفرقة من حياة المدينة الريفية على أطراف العاصمة.