نساء سوريا

تظل الأم تقدم وتعطي لأطفالها وعائلتها بكل الوسائل التي تستطيعها، حتى اللحظة التي تكبر فيها، لتدرك أن الذين كانوا في حاجة إليها أصبحوا الآن يعتمدون على أنفسهم، وأصبحت هي بحاجتهم. تحتاج الأم المسنة إلى رعاية خاصة، واهتمام كامل كالطفل الصغير. تحتاج شخصًا يكون بجانبها لتلبية احتياجاتها اليومية البسيطة، لأن جسمها لم يعد يساعدها.

زينة عاشت تجربة مماثلة.. ادعى زوجها أنها ممسوسة، واعتدى عليها بشكل عنيف أكثر من مرة، فتقدمت بشكاوى ضده، لكن شكواها لم تؤخذ في المحكمة بعين الاعتبار، فشهادة "الراقي الشرعي" الذي لجأت له، تقول إنها مسحورة وغير مسؤولة عن أفعالها، وأنها هي التي تؤذي نفسها!

حين يصبح الزواج الحل الوحيد للخلاص من التشرد والمعاناة المستمرة، تُحكم المرأة بالبحث عن الاستقرار واللجوء إلى رجل ليتزوجها ويخلصها، وإلا قد تواجه الضياع والاستغلال، خصوصًا مع نظرة المجتمع إلى الأرملة أو المرأة التي تعيش وحيدة في الشمال السوري.